التعسفي. وعليه، فإن شيئا لم يتم في هذا الميدان، وضاعت القضية في عالم النسيان.
كان المجلس البلدي يتكون من سبعة أعضاء كانوا، قبل تعيين السيد كادي في منصب شيخ البلدية، يستطيعون التداول بحرية حول القضايا.
غير أن السيد كادي لم يعد يعطي أي اهتمام لآرائهم، وصار، بتصرفاته كأنه يحتقر هذا المجلس. ونتيجة لذلك هاجر اثنان من أعضائه وهما: سيدي مصطفى السائجي ومحمد ولد إبراهيم ريس.
نظرا لذلك التغيب شرع في العمل على استبدالهما. وهكذا دعاني، الجنرال تولوزان، لشغل إحدى الوظيفتين. فقبلت لأنه لم يكن بإمكاني أن أرفض. وقبل هذا العرض كنت متهما، نظرا لأنني كنت في خدمة الأتراك، بأنني أرغب في عودتهم، وبأنني لن أرضى بأية وظيفة في ظل الحكومة الفرنسية. ولذلك، وعلى الرغم من أن وقتي يكاد يضيق عن مشاكلي الخاصة، فإنني قبلت منصبا كان الجميع يرفضونه، ومن جهة أخرى، فإننا لم نكن قادرين على التعبير عن آرائنا أثناء اجتماعات المجلس. فالمداولات كانت صامتة وشكلية فقط، وبكلمة، فإن مساهمتنا كانت غير مجدية.
كان أحد أعضاء هذا المجلس، وهو المسمى بو ضربة، في نزاع معي. فلم أكن أرغب في لقائه، وكان كل منا يشتكي بصاحبه إلى القائد الأعلى، وقد انتهت هذه القضية بعزل أربعة منا واستبدالهم بآخرين.
كان هذا العزل مصدر سعادة لنا وتخلصا من أحد الأعباء التي تثقل كواهلنا ذلك أنه على الرغم من أن السيد شيخ البلدية لم يكن يتبع سوى هواه، فإننا