وسبب تلك الهجومات هو أن هؤلاء الأخيرين قد تبنوا قضية الجيش الفرنسي لقد كان من الواجب على الجنرال كلوزيل أن يترك لبن عمر قوات كافية, وأن يبدي استعدادات حسنة، واعتدالا، وأن يوفي بعهوده وبالالتزامات التي أخذها على نفسه. بهذه الوسائل كان من الممكن ألا يظهر البدو أية عداوة، وأن تعيش المنطقة في هدوء وأن يستغني ابن عمر عن استعمال القوة. عندما قام الجنرال كلوزيل بحملته ضد المدية كانت المواصلات بين هذه المدينة ومدينة الجزائر تكاد تكون مقطوعة. ولما رجع جاءه الأشرار وأخبروه بأن عددا من السكان كانوا قد أشاعوا بأن الجنرال انهزم أمام القبائل وكنت واحدا من المتهمين بارتكاب هذا الذنب. وبهذه المناسبة كان السيد، كادي دوفو، قد جمع المجلس البلدي وكنت عضوا فيه لتهنئة الجنرال بالعودة سالما. وعلى أثر الزيارة أخبرنا بالتقارير التي وصلته. وقال بأنه عملا على راحته وللتدليل على الثقة للحكومة الفرنسية، يجب أن نجمع له على الأقل ٥٠ من أبناء الأعيان، يبعثون إلى فرنسا كرهائن، وليتعلموا اللغة، الخ ...
أيد شيخ البلدية هذا الطلب واقترح أن يشرع في تنفيذه، وإلا إذا تعذر ذلك، أن تشترط مبالغ مالية بدلا من الأطفال، ثم أضاف السيد كادي دوفو بأن رفض إرسال الأطفال إلى فرنسا سيعتبر خروجا عن طاعة الفرنسيين، والذي لا يريد الامتثال لهذا الإجراء يجب عليه أن يخرج من مدينة الجزائر. ومع ذلك، فإنه لم يجرأ أحد على الخروج من الجزائر، وعلى إرسال أبنائه إلى فرنسا.
١ - لأن الوالي لم يكن موثوقا به.
٢ - لأن هذا الطلب جائر، وحتى من كان يرغب في إرسال ولده ليتعلم في فرنسا، فإنه أصبح يرفض الموافقة على هذا الطلب