تسيير شؤون الجزائر، وبذلك تعرض السكان للاستبداد، وهو مبدأ يتنافى كليا، مع مؤسساتها التحررية. إن تجربة ثلاث سنوات من الاحتلال قد بددت كل نواع من أنواع الشك في هذا الموضوع. إن فرنسا لن تنتفع من الجزائر ولن تدخل إليها الحضارة إلا إذا طبقت أحد المبدأين: الأول هو الإبادة، والثاني هو دعوة جميع سكان الإيالة بصراحة وبواسطة امبراطور المغرب وباي تونس وباشا طرابلس إلى بيع ممتلكاتهم والخروج من إيالة الجزائر، أو إلى إعطاء ضمانات لفرنسا على أن يبقوا خاضعين لها دون أن تكون مجبرة على إراقة دماء البشر. وبهذا الصدد، فإن جريدة (البريد الفرنسي) قد قالت في عددها الصادر بتاريخ ٦ سبتمبر: (ولكن ماذا ستفعل حسب زعمها؟. (متكلمة عن الحكومة) أمستعمرة أم حقلا للإبادة؟
(متكلمة عن الجزائر) لأن طرق السادة ولاة الجزائر قد أدت إلى استفحال المرض وجعله غير قابل للشفاء .. غير أن المبدأين المذكورين يتناقضان كل التناقض مع المفهوم الدستوري.
أما أنا الذي أرى الأشياء على حقيقتها، فإنني أحجم عن أن أعطي رأيي بكل صراحة، ومن الممكن أن بعض الأشخاص سيجدون في ذلك إساءة لهم ويتهمونني بالبحث عن مصلحتي الخاصة أو بالعمل على إعاقة المؤسسات الأوروبية. إنني أتحدى أيا كان يزعم بأنه يستطيع معالجة الأوضاع في الجزئر دون استعمال إحدى الوسيلتين المشروحتين أعلاه، أو الخروج من البلاد والتخلي عن فكرة الاحتلال، وذلك بإقامة حكومة أهلية حرة مستقلة، كما وقع في مصر، تتدين بنفس الدين وتتبع نفس العادات، على أن تبرم معها معاهدات تكون في صالح الشعبين. عندئذ، فإن فرنسا ستجد مصلحتها بكل