تحقيق أحسن من أنه لو تبقى الجزائر مستعمرة لها، وأن العالم كله سيطرب لذلك العمل الكريم.
عندئذ، فإن روسيا من جهتها ستكون مضطرة إلى الاعتراف بالجنسية البولونية ولا تستطيع أن تلوم فرنسا على سلوكها في الجزائر.
إن هذا التحرر الليبرالي سيزيد من شهرة عصرنا، خاصة وأن الجزائريين لا يتدينون بنفس دين الأوروبيين.
هذا هو رأيي إذا كانت فرنسا، كما أعتقد، لا تريد إلا إدخال الحضارة إلى القطر الجزائري، والقضاء على الاستبداد وعلى روح الانتقام وكل أنواع الحقد.
وإن الحكومة الفرنسية تستطيع أن تتبع نفس الطريقة التي طبقت في مصر.
وإن تقدمها سيكون أمرا محققا ولا يمكن أن يشك في نجاحها. ذلك أن إصلاح مصر وتدعيم النفوذ الفرنسي فيها لم يتحققا بواسطة الإدارة الفرنسية والعنف، وإنما يعود الفضل لنائب الملك وللعمل باسمه في إدخال الحضارة والفنون، وفي مضاعفة موارد ذلك البلد التي كانت منعدمة أو مشلولة في عهد المماليك. كما أن الفضل، أيضا، يعود لوجود نائب الملك في إقامة ذلك الرباط المتين الذي يوجد الآن بين الفرنسيين والمصريين.
إن كل واحد من بين الكتاب العديدين الذين كتبوا عن إيالة الجزائر، قد عالج المسألة حسب مصالحه مقدما بذلك نظريته الخاصة، ولم يشر أي منهم إلى الطريقة ولم يهتم بإمكانية تطبيقها والفائدة العامة التي تنتج عنها، غير أنني أستثني السيد بيشون لأننا عندما نقرأ كتابه باهتمام نجد أن أفكاري عنده مرتبة