ومعلجة بكيفيات أخرى تدل بوضوح على الطريق السيىء الذي اتبعه السادة الولاة في الجزائر، وعلى وقوع بعض التجاوزات مثل الاستيلاء على أملاك الأتراك، والمؤسسات الخيرية، وتدنيس المساجد والمدافن والاحتلال العسكري الخ ... وغير ذلك مما اشتكينا منه. ما هي الفائدة التي جناها الفرنسيون من تلك الطرق؟ إنهم جعلوا الجزائر غير قابلة للإحتلال ونفروا قلوب سكان هذه القارة الشاسعة. هذا وإن السيد بيشون قد قدم ملاحظات منذ أكثر من سنة. فماذا نقول اليوم، وقد ازدادت التجاوزات وبلغ الشر أقصاه؟ إنني أستشهد، لتدعيم حججي بالجنرال بارتورين وغيره ممن لا يمكن للحكومة والأمة الفرنسيتين أن تنكرا عنهم وطنيتهم وغيرتهم.
سيرى قرائي، في المجلد الثاني، تلك الإدارة الحسنة التي قام بها هذان الحاكمان (بيشون وبارتوزين) وكذلك تلك الحسرة التي تركها في نفوس المواطنين عند ذهابهما.
ولئن لم أنشر المجلدين في نفس الوقت، فلأنني مكسور القلب من جراء الأخبار التي تصلني يوميا من الجزائر والتي تقول بأن الدماء تراق وديانا، وأن السخط عام، وأن بلدي يسير نحو الخراب وأترك لقرائي تقولون لي كيف تكون أفكار رجل حساس عندما يرى أن تلك الأعمال تتم باسم نفس فرنسا التي تدافع عن مصالح الشعوب وتحارب الحكم المطلق والتي يوجد من أبنائها أكبر الأساتذة في الأخلاق وفي حقوق الإنسان، وعندما يرى أن بلده، فقط، هو الذي يحرم من منافع تلك المبادىء الخيرية.
لقد طلب مني أحد أصدقائي أن أنشر موجزا لكي أجعل الفرنسيين الحقيقيين يأسون لحالنا، ومن الممكن أن هذه اللمحة التي كتبت على عجل