وهناك شخص آخر هو رئيس الكتبة ويسمى المقطجي (٤) وهو الذي يشرف على سجل محاسبات الدولة وسجل القوانين العسكرية الذي يحتوي على الأسماء والألقاب والدرجات المختلفة بالنسبة لكل فرد. ويوجد تحت تصرف هذا الكاتب الأول ثلاثة أشخاص مكلفين بالسجلات. يسهر أحدهم على المحاسبات الخاصة بالعسكريين وعلى كل ما يتعلق بهم، ويقوم الثاني بالمحاسبات العامة فيما يخص الدولة، أما الثالث فيعتني بسجلات الجمارك.
وتنقل هذه السجلات الثلاثة على سجل رئيسي كبير، لأن كل واحد منها يعتبر كمجرد دفتر يقيد فيه بالضبط كل ما يجري لتجنب سائر أنواع الخطأ والنسيان.
إن مهمة المقطجي أو الكاتب الأول لفي غاية من الأهمية. وتعتبر كمهنة شيخ الإسلام الذي هو المفتي الحنفي. ومن الواحب على هذا الكاتب الأول، الذي يستشيره العاهل في جميع الحالات، أن يعرف القوانين الأساسية والتاريخ وحقوق الإنسان حتى لا يقوم بأي عمل ضد القانون، كما أنه يحظى بلقب أفندي الذي لا يلقب به سوى الداي والمفتي. وعلى الرغم من أن رتبة الخزناجي مساوية لدرجات هؤلاء الأشخاص الثلاثة، فإنه لا يتمتع بهذا اللقب. وعندما يحضر أحد هذه الشخصيات الأربع يتحتم الوقوف على جميع القادة العسكريين الذين يكونون الديوان. وإذا كان الخزناجي يحظى من العامة بنوع من الاحترام فلأنه من الممكن أن يصبح دايا في يوم من الأيام، ولذلك يتوددون إليه مسبقا. إن الحكومة التركية لم تتمكن أبدا من تأسيس إمبراطوريتهما في إفريقيا إلا
(٤) ويقال له كذلك المكتويجي. وقد كان والد حمدان مكتويجيا.