وكأحد سكان مدينة الجزائر العالمين بنشاط خزينة بيت المال، أستطيع أن أؤكد صحة كل ما قيل أعلاه.
وللأسباب التي ذكرتها، فإن مدخولات مداينة الجزائر غير معتبرة ولكن أعمال الظلم لا يمكن أن يكون لها أثر خارج المدينة، لأن السلطة الفرنسية لا تمتد إلى ما وراء الأسوار.
لكن لم يكن للحكومة التركية، عندما أسست، موارد كبرى حتى أن أحد الدايات أو الباشوات قد وجد نفسه مضطرا، لدفع أجور الأجنااد، أن يقدم أشياء مختلفة مثل العتاد الحربي وغيره، ويعيد شراءها عندما تتوفر الأموال في الخزينة.
وفي وقت من الأوقات، كان خمس الغنائم المخصص للدولة لا يكفي لسد حاجات الإيالة اليومية، الأمر الذي كان يجعل من الصعب إيجاد متطوع للحكم. ولقد حدث أن بقي العرش خاليا إلى أن رأى السلطان من الضروري إرسال أحد الباشاوات بعد تقليد زمام الحكم. وكان هذا الشغور يدوم فترات طويلة.
وعندما تحسنت أوضاع الخزينة، وذللت الصعوبات، توقف الجزائريون عن مطالبة القسطنطينية بتعيين القادة ورضي السلطان بذلك.
وعندما تم توحيد تلمسان وقسنطينة إلى باقي أجزاء الإيالة، وجد باشا الجزائر نفسه مضطرا إلى تنظيم إدارة هاتين المقاطعتين الجديدتين. وبهذا الصدد أرسل بايا أو واليا إلى قسنطينة وآخر إلى معسكر.