الأعظم وغيرهم من الشخصيات الأخرى إلى مدينة الجزائر، ولا يبقى في الخيمة إلا والباشا وحاشيته لتسوية قضايا البلاد , ويفتح المقطاجي السجل ليعين الجنود الذين سيعينون للقيام بالحملات ولتكوين الحاميات الضرورية لمختلف الجهات. ثم ترتب المعسكرات وتنظم، وتعين الوحدات التي ستقوم بالحملات البرية، وفي الحين تعطى الأوامر لإقامة الخيام ولتموين الجيوش، الخ ...
يبدأ الاعتناء بالجيوش التي تجه إلى مستغانم، ثم تجهز جيوش التيطري وتبقى حامية قسنطينة هي الأخيرة، وكل هذه الحاميات يجب أن ترسل في الأيام الأولى من فصل الصيف. وعندما تتم جميع هذه الإجراءات، يعود الباشا إلى مدينة الجزائر. ولكنه بمرور الزمن، أهمل الدايات هذه الحفلة وصاروا لا يقيمونها بالكيفية التي وصفناها، وإنما أصبحت العادة شكلية فقط، أي أن الخيمة ظلت تقام في المكان المعين ويقصدها الديوان في اليوم الموعود كما لو كان يذهب إلى نزهة، وبدلا من أن يترك الداي وحاشيته في الخيمة، صار يترك فيها أحد الحراس فقط.