هذه الأخيرة تنصب الأعلام من جهة، والمدافع والمدفعيون والعتاد الحربي من جهة أخرى.
وعندما يريد الباشا عزل أحد البايات، يرسل تعليماته إلى آغا المركز أو آغا الحامية، بحسب المكان الذي يكون فيه الباي، فيضع حدا لسلطته ويلقي عليه القبض في بعض الأحيان إلى أن يأتي خلفه، وذلك مخافة أن يهرب، الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع الاضطرابات في البلاد.
كان البايات لا يعزلون إلا نادرا، في الأيام الأولى من عهد الأتراك.
وعندما أصبح الباشوات والدايات جشعين يجرون وراء الثروة كثرت التبديلات والتغييرات التي كانت مضرة بالنسبة للشعب وللحكومة على السواء.
وكان من عادة الباشوات القديمة القيام بجولة ربيعية في كل سنة. ويرافق الباشا في هذه الجولة ديوانه الخاص الذي يشكل الحاشية، وكذلك أعضاء ديوانه الأعظم ما عدا آغا اليولداش الكبير ونائبه اللذين يجب أن يبقيا في المدينة. ويتبع الباشا ; أيضا، القواد والسناجق وفرقة موسيقية كاملة وعدد من الشخصيات الأخرى. وعلى بعد حوالي نصف ساعة من مدينة الجزائر، بجوار حديقة مصطفى باشا، يوجد مكان في موقع حسن وله منظر جميل، تقام فيه خيمة رائعة لاستقبال الباشا وحاشيته. وعندما يصل الباشا يدور الموكب دورة حول هذه الخيمة قبل النزول، ثم يقفز الفرسان إلى الأرض ويدخلون خيمة الداي حيث يجدون طاولة مجهزة بأنواع المبردات والحلويات والمرطبات، الخ ... وبعد أكل خفيف تقام صلاة يعقبها ابتهال إلى الله ليحفظ السلطان ويرفع عدد العرب ويسعدهم ويقوي إيمانهم في حدود معينة حتى لا يتقاسموا الحكم مع الأتراك. وبعد هذه الحفلة يرجع أعضاء الديوان