قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم:"لا تسبوا الأموات" ليس على العموم بل هو مخصوص بالأموات المعروفين بالخير أو التائبين من ذنوب قد ارتكبوها وعرفت توبتهم منها بدليل حديث أنس المتفق عليه: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبى صلى اللَّه عليه وسلم وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت الحديث. وقد ذكر الحافظ فى الفتح أن عموم هذا الحديث مخصوص قال: وأصح ما قيل فى ذلك أن أموات الكفار والفساق يجوز ذكر مساويهم للتحذير منهم والتنفير عنهم. وقد أجمع العلماء على جواز جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتا اهـ.
أما حديث المغيرة الذى أشار إليه المصنف فقد رواه الترمذى قال: حدثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود الحفرى عن سفيان عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء" قال الترمذى: وقد اختلف أصحاب سفيان فى هذا الحديث فروى بعضهم مثل رواية الحفرى وروى بعضهم عن سفيان عن زياد بن علاقة قال سمعت رجلا يحدث عن المغيرة بن شعبة عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- نحوه اهـ كما روى الترمذى من حديث ابن عمر رضى اللَّه عنهما أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم" وفى سنده عمران بن أنس المكى قال أبو عيسى: هذا حديث غريب سمعت