فقد بينت فى الحديث السابق أن المبيت بمنى ليالى التشريق من واجبات الحج، وأن من تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى. وأشير هنا إلى أنه ينبغى لمن أراد التعجل فى يومين أن يحرج من منى قبل غروب شمس اليوم الثانى من أيام التشريق فإذا غابت الشمس قبل ارتحاله من منى وجب عليه المبيت والرمى فى اليوم الثالث بعد الزوال أيضا، والتعجل فى يومين رخصة رخص فيها اللَّه تبارك وتعالى. والبقاء إلى اليوم الثالث بمنى عزيمة وقد رخص رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للناس فى التعجل وبقى هو -صلى اللَّه عليه وسلم- فى منى لم يتعجل حتى رمى الجمرات الثلاث فى اليوم الثالث من أيام التشريق بعد زوال الشمس كاليومين السابقين ثم ارتحل صلى اللَّه عليه وسلم من منى قبل أن يصلى الظهر. ومما ينبغى لفت الانتباه إليه أن المبيت الواجب فى منى يكفى فيه الوجودُ بمنى أكثر الليل سواء كان من أول الليل أى من آخره أى من وسطه ولا يلزم الحاجَّ أن يكون موجودا بمنى من غروب الشمس إلى طلوع الفجر فله أن ينزل إلى مكة بالليل لقضاء حاجة من طواف أو غيره ما دامت راحته واستقراره بمنى أكثر الليل. وعلى الحاج أن يحافظ على الصلوات الخمس. وتصلى كل صلاة فى وقتها ويقصر الرباعية