عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إنى أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" وليس هذا الفضل محصورا فى هذه السبعة فقد روى مسلم فى صحيحه من حديث أبى اليسر رضى اللَّه عنه قال: أشهد بَصَرُ عينى هاتين ووضع إصبعيه على عينيه وسَمعُ أُذُنَيَّ هاتين ووعاه قلبي هذا -وأشار إلى مناط قلبه- رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يقول: من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله اللَّه فى ظله" فالعدد فى حديث الباب لا مفهوم له، وقد ذكر الحافظ فى الفتح أنه تتبعها فأبلغها إلى ثمان وعشرين خصلة وألف فيها رسالة سماها (معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال) وأوصلها السيوطى إلى سبعين خصلة وألف فيها رسالة سماها (بزوغ الهلال فى الخصال المقتضية للظلال) ولكن أكثر ما ذكر ابن حجر والسيوطى لا يعتمد على حديث صحيح. أما قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ورجل تصدق بصدقة إلخ فقد أشار الحافظ فى فتح البارى إلى أن المرأة تشارك الرجل فى هذه الخصال إلا الإمامة وتعلق القلب بالمساجد لأن صلاتها فى بيتها أفضل قال: وما عدا ذلك فالمشاركة حاصلة لهن حتى الرجل الذى دعته المرأة فإنه يتصور فى امرأة دعاها ملك جميل مثلا فامتنعت خوفا من اللَّه مع حاجتها اهـ وإخفاء صدقة التطوع أفضل من إعلانها كما أن إعلان الزكاة المفروضة أفضل من إخفائها إلا أن يخاف على نفسه من إعلانها الرياء قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.