عليه وسلم يقول: من صام يوما فى سبيل اللَّه بعَّد اللَّه وجهه عن النار سبعين خريفا" وايراد البخارى لهذا الحديث فى كتاب الجهاد دليل على أنه فهم من قوله: فى سبيل اللَّه أنه الجهاد. ولم يورد البخارى هذا الحديث فى كتاب الصيام ولعله أراد بذلك لفت الانتباه إلى ما فهمه من أن المراد بسبيل اللَّه فى هذا الحديث هو الجهاد، قال الحافظ فى فتح البارى: قال ابن الجوزى: إذا أطلق ذكر سبيل اللَّه فالمراد به الجهاد، وقال القرطبى: سبيل اللَّه: طاعة اللَّه فالمراد من صام قاصدا وجه اللَّه. ثم قال الحافظ: قلت: ويحتمل أن يكون ما هو أعم من ذلك ثم وجدته فى فوائد أبى الطاهر الذهلى من طريق عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثى عن المقبرى عن أبى هريرة بلفظ: ما من مرابط يرابط فى سبيل اللَّه فيصوم يوما فى سبيل اللَّه، الحديث. وقال ابن دقيق العيد: العرف الأكثر استعماله فى الجهاد فإن حمل عليه كانت الفضيلة لاجتماع العبادتين، قال: ويحتمل أن يراد بسبيل اللَّه طاعته كيف كانت والأول أقرب ولا يعارض ذلك أن الفطر فى الجهاد أولى لأن الصائم يضعف عن اللقاء كما تقدم تقريره فى باب من اختار الغزو على الصوم لأن الفضل المذكور محمول على من لم يحس ضعفا اهـ.