الصعب بن جثامة الليثى أنه أهدى لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرده عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: فلما أن رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما فى وجهى قال:"إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم" وفى لفظ لمسلم عن الصعب: أهديت له من لحم حمار وحش" وفى لفظ: رِجل حمار وحش. وفى لفظ: عجز حمار وحش يقطر دما. وفى لفظ: شق حمار وحش. وقد يجمع بين اللفظ الذى يدل على أنه أهدى حمار وحش والألفاظ التى تدل على أنه أهدى بعض حمار وحش إما بأنه أهدى له حمار الوحش أولا فرده ثم أهدى إليه بعضه فرده أيضا؛ ولما رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تغير وجه الصعب بن جثامة رضى اللَّه عنه بسبب رد هديته أخبره أنه لم يقبله منه بسبب أنه محرم، والمحرم لا يصيد صيد البر ولا يأكل ما صيد له منه، وكونه أهدى الحمار أولا ظاهر فى أنه إنما صاده من أجله، فلما ذبحه وأهداه بعضه لم يقبله منه كذلك لأنه ذبحه له وإمساك بعضه وإهداء البعض الآخر لا يغير كونه صيد من أجله قال الحافظ فى الفتح نقلا عن القرطبى: قال: ويحتمل أنه أهداه له حيا، فلما رده عليه ذكاه وأتاه بعضو منه ظانا أنه إنما رده عليه لمعنى يختص بجملته، فأعلمه بامتناعه عنه أن حكم الجزء من الصيد حكم الكل. قال: والجمع مهما أمكن أولى من توهيم بعض الروايات اهـ وقد روى مسلم فى صحيحه من طريق معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمى عن أبيه قال: كنا مع طلحة بن