عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب اللَّه وهذه الصحيفة (قال وصحيفة معلقة فى قراب سيفه) فقد كذَب: فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات، وفيها: قال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المدينة حرَم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدَثًا أو آوى مُحدِثا فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين لا يقبل اللَّه منه يوم القيامة صَرْفا ولا عَدْلا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أناهم، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين لا يقبل اللَّه منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" وقد روى البخارى هذا الحديث أيضا من رواية إبراهيم التيمى عن أبيه عن على رضى اللَّه عنه قال: ما عندنا شئ إلا كتاب اللَّه وهذه الصحيفة عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-. وساقه بنحو سياق مسلم إلا أنه قال: المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا، وقوله إلى كذا كناية عن ثور الذى صرحت به رواية مسلم، قيل: إنما أبهمه البخارى لأن جماعة من أهل العلم أنكروا أن يكون بالمدينة جبل ثور ومنهم أبو عبيد فقد قال: قوله: "ما بين عير إلى ثور" هذه رواية أهل العراق وأما أهل المدينة فلا يعرفون جبلا عندهم يقال له ثور. قال الحافظ فى الفتح: وقال النووى: يحتمل أن يكون ثور كان اسم جبل هناك إما أحد وإما غيره، وقال المحب الطبرى فى الأحكام بعد حكاية كلام أبى عبيد ومن تبعه: قد أخبرنى الثقة العالم أبو محمد عبد السلام البصرى أن حذاء أحد عن يساره جانحا إلى ورائه جبل صغير يقال له ثور.