جدا، فدفع قبل أن تطلع الشمس، حتى أتى بطن مُحَسِّر،
عرفة، فوجد قُبةً قد ضربت له بنمِرة فنزَل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فَرُحِلتْ له، فأتَى بطنَ الوادى فخطب الناسَ، ثم أذَّن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصَّخرات، وجعل حَبْلَ المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصُّفرَة قليلا حتى غاب القُرصُ، ودفع، وقد شنق للقصواء الزِّمام حتى إن رأسها ليصيب مَورِك رَحْله، ويقول بيده اليمنى "أيها الناس السَّكينَةْ، السكينة" كلما أتى حبلا أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلقة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبِّح بينهما شيئا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حين تبيَّن له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا وكبَّر وهلَّل، فلم يزل واقفا حتى أسفر فحَرَّك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى، التى تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التى عند الشجرة فرماها بسبع حصيات -يكبر مع كل حصاة منها- مثل حَصَى الخَذْفِ رمى من بطن الوادى، ثم انصرف إلى المنحر فَنَحَرَ، ثم ركب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر. رواه مسلم مُطَوَّلًا.