للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمرة التى عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذْف. رمى من بطن الوادى، ثم انصرف إلى المنجر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليًّا فنَحَرَ ما غبر، وأشركه فى هديه، ثم أمر من كل بَدَنَة ببَضْعَة فجعلت فى قِدر، فَطُبِخَت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها، ثم ركب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فأفاض إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بنى عبد المطلب يسقون على زمزم فقال: "انزعوا بنى عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم" فنَاوَلُوه دَلْوًا فشرب منه" ولا شك أن هذا الحديث أصل عظيم من الأصول التى وصفت حجة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وإن كان قد ترك أشياء كصفة حلق رأسه صلى اللَّه عليه وسلم بعد النحر، وعودته إلى منى، وبقية أعمال أيام التشريق. قال النووى: هو حديث عظيم مشتمل على جُمَل من الفوائد ونفائس من مهمات القواعد. وقال القاضى عياض: قد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا، وصنف فيه أبو بكر بن المنذر جزءا كبيرا أخرج فيه من الفقه مائة ونيفا وخمسين نوعا. قال ولو تقصى لزيد على هذا العدد اهـ هذا وقد جاء فى هذا الحديث: فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر. وقد روى مسلم من حديث ابن عمر أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى" فحمل بعض أهل العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>