للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بين الركنين: أى الركن اليمانى والركن الذى فيه الحجر الأسود.

[البحث]

لم أجد فى البخارى ومسلم هذا الحديث بهذا اللفظ عن ابن عباس ولا عن غيره رضى اللَّه عنهم، وما رواه البخارى ومسلم عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما فلفظه: فأمرهم النبى صلى اللَّه عليه وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاثة وأن يمشوا ما بين الركنين" فقوله فى حديث الباب "ويمشوا أربعا ما بين الركنين" وهم ظاهر. لأنَّ المراد من الحديث أنهم يرملون فى الأشواط الثلاثة الأول من الحجر الأسود إلى الركن اليمانى لأنهم يكونون فى مقابلة المشركين الذين ينظرونهم من هذه الناحية إلى جهة قعيقعان. فإذا صاروا بين الركنين اليمانيين غابوا عن أعين المشركين فأمرهم أن يمشوا ما بين الركنين بدون هرولة. أما الأشواط الأربعة الباقية فكانوا يمشون فيها من الحَجَر إلى الحَجَر. وقد قال الحافظ فى تلخيص الجبير عن هذا الحديث، عند البخارى ومسلم: ولفظهما: قدم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه مكة وقد وهنتهم حمى يثرب فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قومهم قد وهنتهم حمى يثرب، ولقوا منها شدة، فجلسوا بما يلى الحِجر، وأمرهم النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يرملوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين، ليرى المشركون جَلَدَهم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم، هؤلاء أجلد من كذا وكذا. اهـ وقد عنون له البخارى فقال: باب كيف كان بدء الرَّمَل ثم ساق بسنده إلى ابن عباس رضى اللَّه عنهما قال: قدم رسول اللَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>