للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإظهار طاعته وامتثال أمره تعالى بما هو أهله من الحمد والشكر المستوجب لأن يُخَصَّ بالتوحيد ويُفردَ بالألوهية والربوبية والأسماء الحسنى والصفات العلى ولذلك لا يجوز لمن يقول لبيك اللهم لبيك أن يذل إلا للَّه، فليس له أن يضرع إلا لربه وأن يستغيث إلا به وأن يلجأ إلا إليه فتكون صلاته للَّه وحجه للَّه ونسكه كله للَّه لأنه سيده ومالكه ومصلح شأنه ومدبر أمره. فالذى يأوى إليه يأوى إلى ركن شديد، ولذلك كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يكثر أن يقول: يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث فأصلح لى شأنى كله ولا تكلنى إلى نفسى أو إلى أحد من خلقك طرفة عين إنك إن وكلتنى إلى نفسى أو إلى أحد من خلقك وكلتنى إلى عجز وضعف وفاقة. ولذلك يجب على الحاج أن يحذر جميع صور الشرك فلا يحلف إلا باللَّه لأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سمع عمر رضى اللَّه عنه فى رهط وهو يحلف بأبيه فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغى من كان حالفا فليحلف باللَّه أو ليذر" وفى رواية: "من حلف بغير اللَّه فقد أشرك" قال عمر رضى اللَّه عنه فما حلفت بشئ من ذلك بعد ذلك لا ذاكرا ولا آثرا. أو لا أحلف بغير اللَّه ولا أنقل عن غيرى أنه حلف بغير اللَّه. كما لا يجوز للحاج أن يتمسح بجدران بعض الأماكن والمساجد إلا ما أذن فيه الإسلام من لمس الحجر. الأسود وتقبيله ولمس الركن اليمانى من غير تقبيل أما ما عدا ذلك من الأبواب وجدران المساجد أو بعض القبور أو البيوت فلا يحل لأحد أن يُقَبلها ولذلك لما

<<  <  ج: ص:  >  >>