حتى يسلم له عمله الصالح فيرجع مغفور الذنب مشكور السعى مرفوع الدرجات. كما يجب عليه كذلك أن يصون جسمه من أكل الحرام ولسانه من أعراض الناس ويده من إيذاء أحد من خلق اللَّه فإن من غُذِىَ بالحرام لا يستجاب دعاؤه وإذا قال لبيك: قيل له لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك، وكما أخبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام وملبسه حرام يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب أنَّى يستجاب لذلك. فطيب المطعم من أهم أسباب سلامة القلب وسعادة النفس واستجابة الدعاء ولذلك أثر أن رجلا قال للنبى -صلى اللَّه عليه وسلم- ادع اللَّه أن يجعلنى مستجاب الدعاء فقال له -صلى اللَّه عليه وسلم- أطب مطعمك تستجب دعوتك. وينبغى للحاج أن يستفيد من هذا التجمع الإسلامى العظيم بسؤال أهل العلم منهم عما يجهل، وبذل المعروف فيما يقدر، وتبادل الآراء فيما يعود على الأمة الإِسلامية بالخير، وفيما يدفع عنها من الشر، وفيما يربط بين قلوبهم من الود. إن المسلمين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وليعلم المسلم أن من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شئ. وفى حلقات قادمة إن شاء اللَّه نتحدث عن مناسك الحج، وأفعال تلك المناسك كما تلقاها المسلمون جيلا بعد جيل عن حبيب اللَّه