(استنزهوا) من التنزه وهو البعد بمعنى تنزهوا أو بمعنى اطلبوا النزاهة.
(عامة عذاب القبر) عامة الشئ معظمه والمراد أنه أكثر أسباب عذاب القبر.
(عذاب القبر) أى من يعدب فيه.
(منه) أى من البول.
(وللحاكم) أى من حديث أبى هريرة.
[البحث]
حديث أبى هريرة عند الحاكم رواه أيضًا أحمد وابن ماجه وقد قال المصنف فى التلخيص: وللحاكم وأحمد وابن ماجه (أكثر عذاب القبر من البول) وأعله أبو حاتم وقال: إن رفعه باطل انتهى، ولم يتعقبه بحرف, وهنا جزم بصحته فاختلف كلامه فيه كما ترى، غير أنه قد روى الجماعة عن ابن عباس رضى اللَّه عنهما: أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- مر بقبرين فقال:(إنهما يعذبان وما يعذبان فى كبير، أما أحدهما كان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة) وفى رواية للبخارى والنسائى (وما يعذبان فى كبير ثم قال: بلى، كان أحدهما) إلى آخر الحديث، وفى رواية لمسلم وأبى داؤد:(يستنزه) وفى رواية لابن عساكر (يستبرئ) فعلى الرواية الأولى معنى الاستتار أن لا يجعل بينه وبين بوله سترة يعنى لا يتحفظ منه فتوافق الرواية الثانية لأنها من التنزه وهو الابعاد، وقد وقع عند أبى نعيم:(كان لا يتوقى).
[ما يفيده الحديث]
١ - أن بول الانسان نجس يجب اجتنابه، وقد انعقد على هذا الاجماع.