عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المسلمون شركاء فى ثلاث: فى الماء والكلأ والنار وثمنه حرام. قال فى الزوائد: عبد اللَّه بن خداش قد ضعفه أبو زرعة والبخارى وغيرهما وقال محمد بن عمار الموصلى: كذاب. وقال ابن ماجه حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن يزيد ثنا سفيان عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار" قال فى الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله موثقون لأن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد أبا يحيى المكى وثقه النسائى وابن أبى حاتم وغيرهما وباقى رجال الإسناد على شرط الشيخين اهـ وقد حاول دعاة بعض المذاهب المنحرفة أن يستدلوا بهذا الحديث على صحة مذهب "الاشتراكية" وهذا الحديث دليل عليهم وليس دليلا لهم لأنه إن صح قَصَر الاشتراك فى هذه الثلاثة وهم لم يقولوا بذلك علما بأن المراد بالكلأ هنا هو الكلأ المباح الذى لا يختص بأحد وبالماء ماء السماء والعيون والأنهار التى لا مالك لها وبالنار الشجر الذى يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه. قال الخطابى: الكلأ هو الذى ينبت فى موات الأرض يرعاه الناس، وليس لأحد أن يختص به. اهـ على أن فى نظام الإسلام وشرائعه ما يغنى عن كل مذهب مستورد من أعداء اللَّه وأعداء رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وأعداء أنفسهم، وقد مضى على نزول القرآن أكثر من أربعة عشر قرنا لم يدون واحد من أهل العلم بشريعة الإسلام كلمة واحدة عن الاشتراكية وقد خلت كتب التفسير