للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به فَرَقًا منك فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول اللَّه أكلتَ مغافير؟ قال: "لا" قالت: فما هذه الريح التى أجد منكَ؟ قال: "سقتنى حفصة شربة عسل" فقالت: جرست نحله العرفُطَ. فلما دار إلىَّ قلت لى نحو ذلك، فلما دَار إلى صفية قالت له مثلَ ذلك. فلما دار إلى حفصة قالت يا رسول اللَّه ألا أسقيك منه؟ قال: "لا حاجة لى فيه" قالت تقول سودة: واللَّه لقد حَرَمْناه. قلتُ لها: اسكتى. وقوله فى الحديث "مغافير" هى جمع مُغفور، والمغفور صَمْغٌ حلو له رائحة كريهة. أو هو شبيه بالصَّمغ يكون فى الرِّمْث -وهو من الحمض الذى ترعاه الإِبل وتنتفع به- يقال: أغفر الرمث إذا ظهر ذلك فيه. وقد قيل: إن المغافير توجد أيضا فى الثمام والسلم والطلح. ويؤكد ذلك ما جاء فى هذا الحديث: "جرست نحله العرفط" والعرفط شجر العضاه والعضاه: كل شجر له شوك، وقوله فى الحديث "جرست" أى رعت وأكلت. واللَّه أعلم.

[ما يفيده الحديث]

١ - يجوز للزوج أن يؤنس زوجته فى غير نوبتها إذا كان يعامل جميع زوجاته كذلك.

٢ - جواز الاستمتاع من الزوجة فى غير نوبتها ما دام الزوج يعامل جميع نسائه كذلك.

٣ - استحباب ملاطفة الرجل زوجاته جميعا من غير تفضيل فى ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>