للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البحث]

إيراد هذا الحديث هنا للدلالة على أن الإِنسان لو حدثته نفسه بطلاق امرأته فإن اللَّه تعالى لا يؤاخذه بذلك ولا يعتبر ذلك طلاقا، حتى يتلفظ به والمعروف عند اليهود أنه متى نوى اليهودى الطلاق حرمت عليه امرأته بمجرد نيته. وقد وضع اللَّه تبارك وتعالى هذا الإِصر عن أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث يقول: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ولفظ هذا الحديث عند البخارى من طريق أبى هريرة رضى اللَّه عنه عن النبى قال: "إن اللَّه تجاوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم" وقال قتادة: إذا طلق فى نفسه فليس بشئ اهـ قال الحافظ فى الفتح: وقوله "ما حدثت به أنفسها بالفتح على المفعولية وذكر المطرزى عن أهل اللغة أنهم يقولونه بالضم يريدون بغير اختيارها اهـ وقد نقل الحافظ فى الفتح عن الخطابى الإِجماع على أن من عزم على الظهار لا يصير مظاهرا قال: كذلك الطلاق. وكذا لو حدث نفسه بالقذف لم يكن قاذفا اهـ وفى هذا الحديث دليل ظاهر للرد على الذين يدعون أن حقيقة الكلام هى الكلام النفسى وأن الألفاظ هى دليل الكلام وليست هى الكلام وقد استدلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>