وهى التى لحقت برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند خروجه من مكة فى عمرة القضاء وأخذت تنادى: يا عم يا عم وأمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس رضى اللَّه عنها.
إنها لا تحل لى: أى إن ابنة حمزة لا يجوز لى أن أتزوجها.
إنها ابنة أخى من الرضاعة: أى لأنى أنا عمها من الرضاعة فإن ثويبة مولاة أبى لهب قد أرضعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأرضعت حمزة بن عبد المطلب رضى اللَّه عنه كما أرضعت أيضا أبا سلمة رضى اللَّه عنه.
ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب: أى والرضاع ينشر الحرمة بين الرضيع ومن أرضعته كما أن النسب وقرابة الولادة يفعل ذلك.
[البحث]
روى البخارى رحمه اللَّه فى باب عمرة القضاء من حديث البراء رضى اللَّه عنه قال لما اعتمر النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- فى ذى القعدة فأبى أهل مكة أن يَدَعُوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كُتِبَ الكتاب كتبوا: هذا ما قَاضَى عليه محمد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالوا: لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول اللَّه ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد اللَّه، فقال: أنا رسول اللَّه، وأنا محمد بن عبد اللَّه، ثم قال لعلى:"امح رسول اللَّه" قال على: لا واللَّه لا أمحوك أبدا. فأخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الكتاب وليس يُحْسِنُ يكتب،