ولا يتحاشى من مؤمنها. وفى لفظ: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية ومن قُتِلَ تحت راية عمِّيَّة يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة فليس من أمتى ومن خرج من أمتى على أمتى يضرب بَرَّها وفاجرها لا يتحاش من مؤمنها ولا يفى بذى عهدها فليس منى. وقد روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث حذيفة رضى اللَّه عنه قال كان الناس يسألون رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الخير كنت أسأله "عن الشر مخافة أن يدركنى قال: قلت: يا رسول اللَّه إنا كنا فى جاهلية وشر فجاءنا اللَّه بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم" قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم وفيه دَخَن" قلت: وما دَخَنُهُ؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتى، ويهدون بغير هديى، تعرف منهم وتنكر" قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم دعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" قلت: يا رسول اللَّه صفهم لنا. قال: "هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا" قلت: فما تأمرنى إن أدركنى ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموتُ وأنت على ذلك".
[ما يفيده الحديث]
١ - أن الخروج على الإِمام ومفارقة جماعة المسلمين من أكبر الكبائر.
٢ - وجوب طاعة الإِمام والانضواء تحت لوائه.
٣ - أن الخروج على الإِمام مناقض لمذهب أهل السنة والجماعة.