أقِيلُوا ذوى الهيئات عثراتهم: أى سامحوا الذين يعُرَفُونَ بالخير ولم يُؤْثَرْ عنهم شر، إذا كبا أحدهم كبوة وزل زلة ولا تفضحوهم وتجاوزوا لهم عن مؤاخذتهم واعفوا عن هفواتهم.
إلا الحدود: أى إلا إذا ارتكب أحد من ذوى الهيئات ذنبا يوجب حدا فأقيموه عليهم ولا تتجاوزوا عنهم.
[البحث]
قال فى تلخيص الحبير: حديث: أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم إلا فى الحدود" أحمد وأبو داود والنسائى وابن عدى والعقيلى من حديث عمرة عن عائشة، وقال العقيلى: له طرق، وليس فيها شئ يثبت. وذكره ابن طاهر من رواية عبد اللَّه بن هارون بن موسى الفروى عن القعنبى عن ابن أبى ذئب عن الزهرى عن أنس وقال: هو بهذا الإِسناد باطل. والعمل فيه على الفروى، ورواه الشافعى وابن حبان فى صحيحه وابن عدى أيضا والبيهقى من حديث عائشة بلفظ: أقيلوا ذوى الهيئات زلاتهم. ولم يذكر ما بعده، قال الشافعى: وسمعت من أهل العلم من يعرف هذا الحديث ويقول: يتجافى للرجل ذى الهيئة عن عثرته ما لم يكن حدا. وقال عبد الحق: ذكره ابن عدى فى باب واصل بن عبد الرحمن الرقاشى ولم يذكر له علة. قلت: وواصل هو أبو حرة ضعيف. وفى إسناد بن حبان: أبو بكر بن نافع