للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان عاجزا عن القيام بشعائر دينه فهى باقية إلى يوم القيامة.

ولكن جهاد ونية: أى ولكن مفارقة الوطن للجهاد فى سبيل اللَّه وكذلك بسبب نية صالحة كالخروج فى طلب العلم والفرار بالدين من الفتن فإنها لا تزال باقية.

[البحث]

تمام هذا الحديث عند الشيخين: "وإذا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا" ومعنى "وإذا استنفرتم فانفروا" أى وإذا أمركم الإِمام بالخروج إلى الجهاد ونحوه من الأعمال الصالحة فاخرجوا وسارعوا. قال الحافظ فى الفتح: قال الخطابى وغيره: كانت الهجرة فرضا فى أول الإِسلام على من أسلم لقلة المسلمين بالمدينة وحاجتهم إلى الاجتماع، فلما فتح اللَّه مكة دخل الناس فى دين اللَّه أفواجا، فسقط فرض الهجرة إلى المدينة وبقى فرض الجهاد والنية على من قام به أو نزل به عدو انتهى، وكانت الحكمة أيضا فى وجوب الهجرة على من أسلم ليسلم من أذى ذويه من الكفار فإنهم كانوا يعذبون من أسلم منهم إلى أن يرجع عن دينه وفيهم نزلت {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} الآية. وهذه الهجرة باقية الحكم فى حق من أسلم فى دار الكفر وقدر على الخروج منها، وقد روى النسائى من طريق بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعا: "لا يقبل اللَّه من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين" وهذا محمول على من لم يأمن

<<  <  ج: ص:  >  >>