فانقطع مجئ الملَكِ من عند اللَّه تعالى بأخبار الناس وَرُفِعَ الوحى.
وإنما نؤاخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم: أى وإن من أظهر منكم خيرا ظَنَنَّا به خيرا وأحبَبْنَاهُ عليه وحكمنا بعدالته، ومن أظهر لنا منكم شرا وسُوءًا ظنَنَّا به شرا وابغَضْنَاهُ عليه وحاسبناه به، وسرائركم بينكم وبين ربكم، فَلَنَا الظاهر واللَّه يتولى السرائر.
[البحث]
هذا الحديث أورده البخارى فى كتاب الشهادات فى باب الشهداء العُدُول وقول اللَّه تعالى:{وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} و {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} من طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد اللَّه بن عتبة قال: سمعت عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه يقول إن أناسا كانوا يُؤْخَذُونَ بالوحى فى عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان الوحى قد انقطع، وإنما نَأخُذُكُم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمِنَّاه وَقربنَاه، وليس إلينا من سَرِيرَتِهِ شئ، واللَّه يحاسبه فى سريرته، وَمَنْ أظْهرَ لَنَا سُوءًا لم نَأمَنْهُ، وَلَم نُصَدِّقْهُ، وإن قال إن سريرته حسنة اهـ.