للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الراغبَ فى البيع فى يمينه ودعواه أنه اشتراها بما ذكر له وهو فى الواقع كاذب فى قوله.

ورجل بايع. إماما لا يبايعه إلا للدنيا: أى وإنسان عاهد إمام المسلمين وأعلن التزامه بطاعته، وهو فى الواقع لا يزيد من بيعته مصلحة الجماعة وإنما هو حريص على استغلال هذه البيعة لِحَظِّ دنياه فقط.

فإن أعطاه منها وَفَى: أى فإن أعطاه الإِمام ما يريد من حطام الدنيا رضى عنه.

وإن لم يعطه منها لم يف: أى وإن لم يعطه الإمام ما يشتهيه من حطام الدنيا سخط وسعى فى تفريق كلمة المسلمين.

[البحث]

ليس المراد من قوله "ثلاثة لا يكلمهم اللَّه" الخ الحديث حصر هذا الوعيد فى هؤلاء الثلاثة، فإن الإِخبار عن حال هؤلاء لا ينفى أن يكون هناك غيرهم بهذه المثابة لأن التخصيص بعدد لا ينفى ما زاد عليه وقد روى البخارى من حديث عبد اللَّه بن أبى أوفى رضى اللَّه تعالى عنهما أن رجلا أقام سِلْعَةً فى السوق فحلف فيها لقد أعْطِىَ بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية، كما روى مسلم من حديث أبى ذر رضى اللَّه عنه عن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ثلاثة

<<  <  ج: ص:  >  >>