شاكرين راضين بما أعطاكم اللَّه غير محتقرين لنعمة اللَّه التى أنعم بها عليكم، فإن ازدراء النعمة يؤدى إلى زوالها، إذ النعمة صيد وشكرها قيد، والعاقل هو الذى لا يمد عينيه إلى ما متع اللَّه به بعض عباده من متاع الحياة الدنيا لحكمة يعلمها العليم الخبير، والغنى لا يكون عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس، وأجدر بمعنى أحق، والازدراء الاحتقار والاستصغار.
[البحث]
هذا الحديث من أعظم قواعد أسباب شكر نعم اللَّه عز وجل، وقد قسم اللَّه تبارك وتعالى بين عباده أرزاقهم من أموالهم وأخلاقهم وأولادهم وصحتهم وعافيتهم، وأشار إلى أن نعم اللَّه عز وجل لا يمكن للعبد إحصاؤها حيث يقول تبارك وتعالى:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} كما أشار عز وجل إلى أن من أكبر مهمات الشيطان هو صرف الإِنسان عن شكر نعم اللَّه عز وجل حيث قال: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} وبين أن المؤمنين باللَّه هم أهل شكر نعم اللَّه حيث يقول: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا، إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} والإنسان إذا نظر إلى من هو دونه