للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى تختلطوا بالناس: أى حتى يكثر عددكم ويتمكن كل واحد من إيجاد من يناجيه.

من أجل أن ذلك يحزنه: أى إن النهى عن مسارة الاثنين وترك الثالث يدخل الحزن عليه بما قد يُلقى فى نفسه أنهما لا يريانه أهلا لمناجاتهما أو أن نجواهما إنما هى لسوء رأيهما فيه أو لدسيسة غائلة له أو نحو ذلك.

[البحث]

أخرج البخارى هذا الحديث فى كتاب الاستئذان فى (باب لا يتناجى اثنان دون الثالث) من طريق مالك عن نافع عن عبد اللَّه يعنى ابن عمر رضى اللَّه عنهما بلفظ: "إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث" وأخرجه فى (باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمُسارَّة والمناجاة) من طريق أبى وائل عن عبد اللَّه بن مسعود رضى اللَّه عنه بلفظ: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجْلَ أن ذلك يحزنه" أما مسلم رحمه اللَّه فقد أخرج حديث ابن عمر من طريق مالك عن نافع بلفظ: "إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون واحد" وأخرجه من طريق أبى وائل عن عبد اللَّه يعنى ابن مسعود باللفظ الذى ساقه المصنف إلا أنه قال: "من أجل أن يحزنه" ثم ساقه بلفظ: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه". هذا والتعليل الذى ذكره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يشعر بأن العدد هنا لا مفهوم له فلو كانوا عشرة مثلا وتناجى تسعة

<<  <  ج: ص:  >  >>