حتى يَلْعَقَهَا: أى حتى يلحسها بلسانه، ويلعق بفتح الياء.
أو يُلْعِقَهَا: أى أو حتى يمدها لزوجته أو ولده ممن يشتهى لعقها ليلحسها، ويلعق بضم الياء.
[البحث]
المقصود من هذا الحديث هو الحرص على عدم تضييع شئ من الطعام والتماس منفعة الجسم فى قليله وكثيره وعظيمه وحقيره لأنه لا يدرى فى أى جزء من أجزائه تكون البركة والنماء والخير لآكله مع تربية النفس على التواضع والبعد عن مظاهر الكبر والإِسراف، وليس هذا مجافيا للنظافة والصحة إذ أن هذه اليد هى الآلة التى استعملها الإِنسان فى توصيل الطعام إلى فمه، وهى أسلم من "الملاعق" التى يتناول بالواحدة منها أشخاص كثيرون بل قد تختلط أكثر من "مِلعقة" فى إناء واحد من المرق بعد أن تخرج من أكثر من فم، وقد أشار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى بعض حكم هذا الحديث ففى لفظ لمسلم من طريق سفيان بن عيينة عن أبى الزبير عن جابر أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر بلعق الأصابع والصَّحْفَة وقال:"إنكم لا تدرون فى أَيِّهِ البَرَكَةُ" وفى لفظ لمسلم من طريق سفيان بن عيينة عن أبى الزبير عن جابر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها، فَلْيُمِطْ ما كان بها من أذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يَلْعَقَ أصابعه فإنه لا يدرى فى أى طعامه البركة" وفى لفظ من طريق الأعمش عن أبى سفيان عن جابر: "فإذا فرغ