لا يكونون شفعاء: أى لا يُشَفِّعُهُمْ اللَّه فى أحد من أحبابهم من المؤمنين يوم القيامة.
ولا شهداء: أى ولا يعطيهم اللَّه تعالى منزلة الشاهدين على الأمم بتبليغ رسلهم، ولا يعطيهم اللَّه تعالى أجر الشهداء حتى ولو كانوا ماتوا فى الغزو فى سبيل اللَّه.
[البحث]
أخرج مسلم هذا الحديث من طريق زيد بن أسلم أن عبد الملك ابن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل، فدعا خادمه، فكأنه أبطأ عليه، فلعنه، فلما أصبح قالت له أم الدرداء: سمعتك الليلة لعنتَ خادمك حين دعوته، فقالت: سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" ثم ساق من طريق زيد بن أسلم وأبى حازم عن أم الدرداء عن أبى الدرداء سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة" وقوله: "بأنجاد" هى جمع نَجَد وهو متاع البيت الذى يزينه من فرش ونمارق وستور ونحوها، وقد أخرج مسلم من حديث أبى هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"لا ينبغى لصديق أن يكون لعانا".