الحارث بن أبى أسامة: هو الإِمام أبو محمد الحارث بن محمد بن أبى أسامة التميمى البغدادى صاحب المسند. ولد سنة ست وثمانين ومائة، وسمع يزيد بن هارون، وعبد الوهاب الخفاف وعلى بن عاصم وعبد اللَّه بن بكر وابن أبى الدنيا -وهو أكبر منه- وروح بن عبادة والواقدى وغيرهم، وعنه أبو جعفر الطبرى وأبو بكر الشافعى وأبو بكر النجاد وعبد اللَّه بن الحسين النضرى وغيرهم، وقد وثقه إبراهيم الحربى وأبو حاتم وابن حبان، وقال الدارقطنى: صدوق، وضعفه أبو الفتح الأزدى وابن حزم وقد طعن عليه بأنه كان يأخذ الدراهم على الرواية، واعتذر عن هذا بأنه كان فقيرا كثير البنات، وقد عش سبعا وتسعين سنة وتوفى يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين ومائتين رحمه اللَّه.
[البحث]
أخرج البخارى فى صحيحه من حديث أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذَ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فَحُمِلَ عليه" وهذا الحديث الصحيح يثبت أن التحلل من إثم غيبة من اغتاب الإنسان لا يكفى فيه مجرد الاستغفار له بل لابد من أن يطلب منه أن يعفو عنه وأن يسامحه.