ركعة ثم سلموا ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلى العدو ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا. وفى سند حديث ابن مسعود هذا خصيف وهو مختلف فيه فضعفه بعضهم ووثقه بعضهم. وقد قال الحافظ فى فتح البارى عند كلامه على حديث ابن عمر رضى اللَّه عنهما فى أبواب صلاة الخوف: وسيأتى فى المغازى ما يدل على أنها كانت العصر. وكذلك قال الصنعانى فى سبل السلام عند شرحه لهذا الحديث: فى المغازى من البخارى أنها صلاة العصر اهـ ولم أقف على ما يفيد أنها العصر فى صحيح البخارى لا فى المغازى ولا فى أبواب صلاة الخوف. وهذه الكيفية التى دل علها حديث ابن عمر من أشبه الكيفيات بما دل عليه قوله تعالى {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ} الآية.
[ما يفيده الحديث]
١ - صحة صلاة الخوف بهذه الكيفية الواردة فى هذا الحديث.
٢ - أن هذه الحركات فى مثل هذه الصلاة لا تبطلها.
٣ - تأكيد وجوب صلاة الجماعة.
٤ - تطيب قلوب الرعية بمساواتهم ومواساتهم فى طلب المعالى.