نقل عن قتادة أن هذا كان سائغا فى شريعتهم. وقال بعض أهل العلم: إذا كانت الفتنة فى الدين فإنه يجوز تمنى الموت وحمل عليه قول مريم: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} وكذلك قول السحرة لما آمنوا: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}. وقد جاء فى بعض ألفاظ هذا الحديث فى الصحيحين: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنا فيزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب، ولكن ليقل: اللهم أحينى ماكانت الحياة خيرا لى. الحديث. وفى لفظ لمسلم من حديث أبى هريرة رضى اللَّه عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا. كما روى البخارى ومسلم واللفظ للبخارى من طريق قيس بن أبى حازم قال: دخلنا على خباب بن الأرت رضى اللَّه عنه نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب ولولا أن النبى صلى اللَّه عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبنى حائطا له فقال: إن المسلم ليؤجر فى كل شئ ينفقه إلا فى شئ يجعله فى التراب.
[ما يفيده الحديث]
١ - كراهية تمنى الموت بسبب مرض أو نحوه.
٢ - إذا اضطر الإنسان فى الموت فليقل اللهم أحينى ما كانت الحياة خيرا. . الخ الحديث.