لم يذكر المصنف فى باب الوضوء من الأذكار إلا التسمية عليه فى حديث ضعيف، وقد قال أحمد بن حنبل، لا أعلم فى التسمية حديثًا صحيحًا، أما ذكر الشهادتين عند تمام الوضوء فقد صح فيها ما أخرجه مسلم، وأما زيادة (اللهم اجعلنى من التوابين واجعلنى من المتطهرين) فقد قال الترمذى بعد إخراجه الحديث: فى إسناده اضطراب, ولا شك أن صدر الحديث ثابت فى الصحيح بدون هذه الزيادة، وقد روى هذه الزيادة أيضا البزار والطبرانى فى الأوسط من طريق ثوبان, ورواها ابن ماجه من حديث أنس.
وأما الدعاء عند كل عضو بخصوصه فلم يصح فيه حديث، وقد روى أبو داؤد عن عقبة بن عامر قال: كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خدام أنفسنا نتناوب الرعاية -رعاية إبلنا- فكانت علىّ رعاية الابل فروحتها بالعشى فأدركت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب الناس فسمعته يقول:(ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه وبوجهه إلا قد أوجب) فقلت: بخ بخ ما أجود هذه؟ فقال رجل من بين يدى: التى قبلها يا عقبة أجود منها، فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب، فقلت: ما هى يا أبا حفص؟ قال: إنه قال آنفًا قبل أن تجئ: (ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.