واول بيت وضع للناس بالقاهرة , الجامع الأزهر وبناه جوهر القائد لما اختط القاهرة وفرغ من بنائه لسبع خلون من رمضان، واقيمت فيه الجمعة في شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلثمائة, وكان بناء القاهرة سنة ثمان وخمسين وثلمائة ثم أتى العزيز بن المعز فجدد فيه أشياء وعمر به عدة أماكن قال الشيخ شمس الدين الجزري ومن خطته نقلت في كتابه الجمان: ويقال إن به طلسما لا يسكنه عصفور ولا يفرخ به وعلوا منارته في أيام قاضى القضاة صدر الدين موهوب الجزري وكان به تنوران فضة وسبعة وعشرون قنديلا فضة. وكانت له اوقاف كثيرة وفيه أشياء غريبة, فلما احترقت مصر في سنة اربع وستين وخمسمائه تغيرت هذه المعالم وجهلت واستمرت الخطبة في الجامع الأزهر حتى بنى الجامع الحاكمي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة فخطب به, وانقطعت الخطبة بالجامع الأزهر مائه سنة لأن الغز ملكوا مصر واستولوا عليها