قال الشيخ أبو زكرياءِ النووي في فتاويه: مدينه النبي صلى الله عليه وسلم ليست يمانية ولا شامية بل هي حجازية، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء انتهى.
وما حكاه من الاتفاق على أنها الاتفاق على أنها ليس يمانية عجيب، فقد نص الشافعي على أنها يمانية حكاه البيهقي في المعرفة في الكلام على الأَذان للصبح قبل الفجر، ولفظه: قال الشافعي: ومكة والمدينة يمانيتان، وفي مسند الشافعي: أخبرنا عمي محمد بن علي بن العباس عن الحسن بن القاسم الأَزرق قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على ثَنِيّةِ تبوك فقال: ما ههنا شام، وأشار بيده إلى الشام، ومن ههنا يمن وأشار بيده إلى جهة المدينة. قال ابن الأثير في شرحه: الغرض من هذا الحديث بيان حد الشام واليمن. وقد جعل المدينة من اليمن. ثم قال: في جهة الشام ما ههنا، ومن جهة اليمن من هنا، وبينها فرق وذلك، أن قوله من ههنا يفيد أن ابتداءَ اليمن من هذه البقعة. وقوله: ما ههنا أشار إلى أن هذه البقعة من الشام، وإن لم يتعرض إلى أنها ابتداءُ الشام أَولا. انتهى كلام ابن الأَثير.