الأول: أَنشأ أَصل مسجدها على يد سيد المرسلين المهاجرون الأَولون والأَنصار المتقدمون خيار هذه الأُمة، وفي ذلك من مزيد الشرف على غيره مالا يخفى، واشتمالها على بقعة هي أفضل بقاع الأَرض بالإجماع، وهو الموضع الذي ضم أَعضاءَ النبي صلى الله عليه وسلم. حكى الإجماع القاضي عياض وغيره، وفي ذلك قال بعضهم.
جزم الجميع بأَن خير الأَرض ما ... قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم. لقد صدقوا بساكنها علت ... كالنفس حين زكت زكى ماواها
وحكمة التفضيل المجاورة، كما قيل: للمجاورة تاثير. ولهذا يحرم على المحدِث مس جلد المصحف. قال القرافي: ولما خفي هذا المعنى على بعض الفضلاءِ أَنكر الإِجماع في ذلك، وقال: التفضيل إنما هو بكثرة الثواب على الأعمال، والعمل على قبره صلى الله عليه وسلم محرم، وإذا تعذر