قال أبو الوليد الأزرقي وأبو الحسن الماوردي: أما المسجد الحرام فكان فناء حول الكعبة، وفضاء للطائفين، ولم يكن له على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر جدار يحيط به وكانت الدور تحدق به، وبين الدور أبواب يدخل الناس من كل ناحية فلما استخلف عمر رضي الله عنه: إن الكعبة بيت الله ولا بد للبيت من فناء، وإنكم دخلتم عليها ولم تدخل عليكم فاشترى تلك الدور من أهلها وهدمها وبنى المسجد المحيط بها واتخذ له جدارا، ثم لما استخلف عثمان رضي الله عنه اشترى دورا أخر، ووسعه أيضا، وبنى المسجد والأروقة وكان عثمان أول من اتخذ الأروقة، فلما كان ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عمدا من الرخام وزاد في أبوابه وحسنها فلما كان عبدالملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد وحمل إليه السواري في البحر إلى جده، واحتملت من جده على