للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كتاب عبارة الرؤيا لابن قتيبة؛ حدثني به أبو بكر بن محمد بن أحمد بن طاهر، رحمه الله، عن أبي علي الغساني، قال: حدثني به أبو العاصي حكم بن محمد الجذامي، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس. عن أحمد بن مروان المالكي عن ابن قتيبة.

ثم ذكر لروايته طريقاً أخرى، والنسخة التي نصفها مرويَّة من طريق أقصر وتلتقي برواية أبي بكر هذا عند أحمد بن مروان المالكي، وهذا مما يثبت صحة نسبة هذه النسخة لابن قتيبة، رحمه الله.

وقال الزمخشري في (الفائق) في مادة (جنه) وهو يفسر بين الفرزدق (١):

في كفِّه جُنَهيٌّ ريحهُ عَبقٌ ... من كفِّ أرْوعَ في عرنينه شَممُ

قال القتيبي (يعني ابن قتيبة) الجنهي، الخيزران. ومعرفتي بهذه الكلمة عجيبة، وذلك أن رجلًا من أصحاب الغريب سألني عنه (الجنهي) فلم أعرفه. فلما أخذت من الليل مضجعي أتاني آت في المنام، فقال لي: ألا أخبرته عن الجنهي؟ قلت: لم أعرفه، قال: هو الخيزُران! فسألته شاهداً، فقال: «هدية طرفنَّه، في طبق مجنَّه»، فهببت وأنا أكثر التعجب، فلم ألبث إلا يسيراً، حتى سمعت من ينشد: في كفِّه جنهي ... وكنت أعرفه: في كفِّه خيزران ...

قال في (تاج العروس) في تفسير الجنهي:

هو الخيزران، رواه الجوهري، عن القتيبي قال (يعني ابن قتيبة): وسمعت من ينشد: في كفه جنهي ...

والقصة التي رواها الزمخشري مروية في الورقة الخامسة عشرة من المخطوط الذي نصفه، وهذا مما يثبت صحة نسبته إلى ابن قتيبة، ومما يثبت هذه النسبة أسلوب الكتاب، فإنه لا يكاد يختلف عن الأسلوب الذي نعرفه لابن قتيبة، في تحقيقه اللغوي وتفسيره الغريب، وإكثاره من الشواهد.


(١) المشهور أنه للفرزدق ويقول كثير من المحققين إنه للحزين الليثي الشاعر. راجع الأغاني.

<<  <   >  >>