وعدت أستاذنا الجليل شاكر بك الحنبلي أني سأتشرف بالكتابة بـ (قلمه) البليغ، وذهبت أفتِّش عن موضوع خفيف عليَّ؛ حبيب إلى القرَّاء فأنتهز ساعة أفرغ فيها من عملي المتواصل في تأليف كتابي الجديد (عمر بن الخطاب) لأكتبه، وأوافي به جزءاً صغيراً من الواجب الكبير عليَّ واجب المساهمة في الكتابة بـ (القلم)، فلما أخذت العدد الجديد من مجلة القلم، ورأيت أنها قد أعلنت في ظاهرها عن غاياتها الأربع: النقد والعلم والأدب والسياسة.
قلت: الحمد لله، قد وجدت الموضوع!
سأكتب، في النقد، لامقالة ولا مقالتين ولكن سلسلة طويلة أنفِّس بها عن بعض ما أجد من الضيق بالأدباء. وآثارهم القليلة وكسلهم الطويل وأقذف في وجوههم بما عجزت عن حمله من اليأس والقنوط والخيبة والألم، فقد طال ركودها الأدبي. وامتدَّ نوم أدبائنا وزادت ثقتهم بنفوسهم وغرورهم حتى كادَ والله يتسرَّب إلى نفوسنا الخوف من «الإفلاس الأدبي» ولكنَّا لم نكن نجد الجريدة التي تتَّسع للنقد، وتفهمه على وجهه، وتعلم أنه شيء لا شأن له بالصداقة وأنه ما دام وجيهاً معقولاً، يجب أن يقبل وينشر سواء أكان موجهاً إلى صديق أم إلى عدو ... وقد كتبت منذ أمد قريب، مقالة في «النشيد الوطني» بمناسبة تأليف الشباب الوطني، وعرضت فيها بالنقد إلى نشيد الجمهورية الذي نظمه الأستاذ خليل مردم بك ولم يوفَّق فيه أبداً وأخذته إلى القبس وهي اليوم أدنى جريدة إلى الأدب لمكان الدكتور العجلاني فيها. فاعتذرت من نشره بأن خليل بك صديق الجريدة! ... ونسيت أني أنا أيضاً صديق الجريدة وأن خليل