للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظ (١) قسمت وجدود

إذا المرء أعيته المروءة ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عليه شديد

وكائن رأينا (٢) من غنيٍّ مُذمَّم ... وصُعلوك قوم مات وهو حميد

وإن امرأً ... (البيت).

٢٨ - نوائب الدهر أدَّبتني ... وإنما يوعظ الأديب

لسليمان بن وهب وزير المهتدي، قاله في نكبته، وبعده:

قد ذقت حلواً وذقت مرّاً ... كذاك عيش الفتى ضروب

ما مر بؤس ولا نعيم ... إلا ولي فيهما نصيب

٢٩ - أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

لمحمد بن بشير الرياشي، شاعر عباسي ماجن ظريف هجَّاء، لم يفارق البصرة ولم يتكسَّب بشعره، وقبله:

كم من فتى قصرت في الرزق خطوته ... ألفيته بسهام الرزق قد فلجا (٣)

لا تيأسن -وإن طالت مطالبة- ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا

إن الأمور إذا انسدَّت مسالكها ... فالصبر يفتح منها كل ما ارتيجا (٤)

أخلق بذي الصبر ... (البيت).

٣٠ - من راقب الناس مات غماً ... وفاز باللذة الجسور

لسَلْم الخاسر، ابن عمرو بن حماد، وسمي الخاسر لأنه باع (كما قالوا) مصحفاً كان له واشترى بثمنه طنبوراً، أخذه من قول (أستاذه) بشَّار:

من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج


(١) لا يجمع في القياس حظ على أحاظي.
(٢) أي كثيراً ما رأينا.
(٣) ظفر وفاز.
(٤) انقفل، وروي: يفتق، بدل يفتح.

<<  <   >  >>