{غَيْرُ مَمْنُونٍ} غير مقطوع، ولا ممنون به أيضًا، بل لذات متوافرة وأفراح متواترة، ونعم متكاثرة.
{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} أي: أي شيء يكذبك أيها الإنسان بيوم الجزاء بعد هذا البيان وهذا الإيضاح، والاستفهام للتقريع والتوبيخ وإلزام الحجة.
{بِالدِّينِ} أي: بما أمر الله به من الدين.
{أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} هذا الاستفهام للتقرير، يقرر الله عز وجل أنه أحكم الحاكمين قضاء وعدلاً لا يجور ولا يظلم أحدًا وفيه وعيد شديد للكفار.
وفي هذا تقرير لمضمون السورة، من إثبات النبوة، والتوحيد والمعاد وحكمه بتضمن نصره لرسوله على من كذبه، وجحد ما جاء به، بالحجة والقدرة والظهور عليه، وحكمه بين عباده في الدنيا بشرعه، وأمره، وحكمه بينهم في الآخرة بثوابه وعقابه، وإن أحكم الحاكمين لا يليق به تعطيل هذه الأحكام بعدما ظهرت حكمته في خلق الإنسان في أحسن تقويم، ونقله في أطوار التخليق حالاً بعد حال، إلى أكمل الأحوال، فكيف يليق بأحكم الحاكمين، أن لا يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته؟ وهل ذلك إلا قدح في حكمه وحكمته، فسبحانه وتعالى من حكيم.