سورة النصر سورة مدنية؛ فيها البشارة أن دين الله عزيز منصور على مر الأزمان والعصور، وأمتن الله عز وجل فيها على نبينا محمد ومن معه من الصحابة بنصر عظيم، ألا وهو فتح مكة وإزالة الأصنام والأوثان، ودخول القبائل بعد ذلك في دين الله أفواجًا وبهذا الفتح المبين ارتفعت راية الإسلام، واضمحلت ملة الأصنام، وكان الإخبار بفتح مكة قبل وقوعه، من أظهر الدلائل على صدق نبوته، عليه أفضل الصلاة والسلام قال سبحانه:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
{نَصْرُ اللهِ} النصر هو العون والتأييد، وهو نصر الله يجيء به الله، وهو تسليط الله الإنسان على عدوه بحيث يتمكن منه ويخذله ويكبته.
{وَالْفَتْحُ} معطوف على النصر، وعطفه على النصر مع أن الفتح من النصر تنويه بشأنه، والمراد بالفتح: فتح مكة.
{يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} أي: جماعات جماعات، بعد أن كانوا يدخلون فيه أفرادًا, فإنه لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة دخل الناس في دين الله أفواجًا وجماعات حتى كانت القبيلة تدخل بأسرها في الإسلام، والمعنى: إذا نصرك الله يا محمد على أعدائك، وفتح عليك مكة.