للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تفسير سورة التين]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}

سورة التين سورة مكية، امتن الله فيها على عباده أن خلقهم في أحسن صورة وأفضلها، مؤكدًا بهذا نعم الله عليهم، ومؤكدًا ومدللاً أن من خلق هذه الخلق وسواها قادر على بعث الإنسان بعد موته، كما أنه بحكمته وعدله خلق هذا الكمال في الإنسان, ولم يتركه هملاً فلا يكلفه ولا يجازيه على عمله، فاقتضت حكمته سبحانه أن يبعثهم ويجازيهم على أعمالهم وابتدأت السورة بالقسم بالبقاع المقدسة والأماكن المشرفة، التي خصها الله تعالى بإنزال الوحي فيها على أنبيائه ورسله على أنه تعالى كرم الإنسان فخلقه في أجمل صورة وأبدع شكل قال تعالى:

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}.

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} أقسم الله تعالى بهذه الأشياء الأربعة: التين، والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين يعني: مكة.

<<  <   >  >>