سورة الفلق سورة مدنية؛ ذكر الله عز وجل فيها أن الإنسان في هذه الدنيا معرض للابتلاء والمصائب، وقد مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - الشدائد والمخاطر في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل، وهذه السورة والتي بعدها توجيه من الله سبحانه وتعالى للعياذ بكنفه واللياذ بحماه، وأن يستعيذوا بجلاله وسلطانه من كل مخوف، خافٍ وظاهر، مجهول ومعلوم، ومن ذلك أن اليهود سحروه - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله المعوذتين فقرأهما عليه الصلاة والسلام، حتى انحل عنه السحر، فكأنما نشط من عقال ليس به بأس قال تعالى:
{قُلْ أَعُوذُ} أي يا محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته معنية بهذا الخطاب، ألتَجِئُ وأعتصم وألوذ.
{بِرَبِّ الْفَلَقِ} رب الفلق هو الله، والفلق الصبح، لأن الليل ينفق عنه.
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} أي: أعوذ بالله من شر جميع المخلوقات: يشمل شياطين الإنس والجن والهوام غير ذلك.
{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} وأعوذ به سبحانه من شر الليل إذا أقبل ودخل في كل شيء وأظلم، لأن الليل إذا أقبل فهو محل سلطان