سورة المسد سورة مكية، فيها صور مما لاقاه النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قام بأمر الدعوة من الأذى والمشقة، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قام بالدعوة إلى الله خير قيام، وبذل في سبيلها الغالي والنفيس، ولما أنزل الله تعالى، {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: ٢١٤] صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الصفا فنادى:«يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: مالك؟ قال:«أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني» قالوا: ما جربنا عليك كذبًا، قال:«فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب: تبًا لك ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله عز وجل هذه السورة التي تحدث فيها عن هلاك "أبي لهب" عدو الله ورسوله قال تعالى:
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} وهذا رد على أبي لهب حين جمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدعوهم إلى الله فبشر وأنذر، والمعنى: هلكت يداه وخسرت وخابت، والتباب الخسار.